الموضوع: طريق الورد
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2020, 09:01 AM   #2
dr: Abdullah Albanin


الصورة الرمزية اثير حلم
اثير حلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 57
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 أخر زيارة : 12-02-2023 (07:35 AM)
 المشاركات : 1,327 [ + ]
 التقييم :  625
 الدولهـ
Morocco
لوني المفضل : Violet
افتراضي رد: طريق الورد




Abstract سياقُ المجردContext
طريق الورد 1980
عبدالله البنين
مدينةُ الضباب مدينةٌ قديمة محصنة ، تقعُ علىَ سفح تلةٍ مستوٍيةٍ، تحيط بها المزارعُ والمناظرِ الطبيعيةِ الخلابةِ،
ذاتِ الخًضرة النّضرةِ، واستمرار هطولِ الأمطار طيلة العامِ. لم تزل تلك المدينة صغيرة، قِياسا بالمدنِ الأخرىَ الحديثة
التي نشأت بعد، وأحاطتْ بها من كل تجاهٍ . في طرف مدينةِ الضَّباب الجَميلةِ، شارعُ سُمي "شارعِ الخوف".
الشَّارعُ الوَحيدِ في المَدينةِ القديمةِ الذي حُرم مِنَ عنايةِ واهتمامِ، فبقي لسنينَ عديدة خالٍ منْ أعمدة الإنارة،
فيما شوارع المَدينة الأخرى، عَامَرةٌ بالإنارةِ، وبالزّخارفِ والرّسوماتِ والصّور،التّي تُزيَّن جُدران وأسوار مَبانيْ المدينةِ.
تقفُ علىَ جَانبي شَارع الخَوفِ الهَادئ، بناياتٌ ومحالٍ تجاريةٍ تخدمُ سكانَ تلكَ المَنطقةِ القدِيمَة.
منْ يقومُ بزيارةِ مَدينة الضباب، ويتجول في شوارعها، يشعر بالرّاحة والسّعادة والطمأنينةُ. فهي تُعد
مهوى قلوبَ السائحينَ الباحثينَ عنْ الرائحة والاستجمامِ، المتوافدونَ عليها من مدنٍ وقرى وهجر قريبة وأخرى بعيدة.
يعيش سكان شارع الخوف بسعادة غامرة، متحابون، متفائلون بالحياة، اجتماعيون أكثر من غيرهم،
فكأنهم صفوة الناس في رقي تعاملهم مع أبناء مدينتهم الهادئةِ الجميلة، خاصةً مع الغرباء، الذينَ يأتونَ إليهم ..
تجتمعُ أُسرُ شَارعَ الخَوفِ في مَجلسٍ المَدينةِ الكَبيرِ، المعدٌ لاجتماعات ومناسبات أهل المدينةِ.
وقد خصصتْ لهم ليلةً من ليال الشّهر، يقضون فيها ليلةً وسهرة مُمتِعةٌ، ملئت بالأنسِ والسّعادة،
يرددون في هُدوء الأهازيج والترانيم والأغاني الجَميلةِ.
في يومٍ من الأيامِ قررتْ سيدةٌ من سُكانِ شارع الخوفِ، في مَدينةِ الضّبابِ أنْ تزرعَ عدداً مِنْ
أنواع وأشكال الورود المتعددةِ في أحواضَ الأرصفة التي وُضعت قَبلُ وظلت فَارغة، لمدةٍ طويلة.
فقامتْ بنفسها على زراعة الورود في أحواض الأرصفة، والإشراف بشكلٍ دائمٍ وتنسيقها والمحافظةِ عَليها،
بيد أنّ ذلك كلفها أموالاً باهضة. فقط مِنْ أجلِ أن تضيفَ جَمالا وَمظهرا بديعاً على شارع الخوفِ،
ولتمنح الآخرين إحسَاسا يشعرهم بالأمان والاطمئنانِ، وكذلك لتعطيهمُ انطِبَاعا جَيَّداً فيتغيرُ اسمُهُ في أذهانهم .
وهذا ما حَدثَ بالطبعِ عندَ الكَثيرين، فقدموا لها الشكرَ والهَدَايَا . وبالرغمِ منْ ذلكَ العملِ الجميلِ، والمَجهودِ العَظِيم،
الذي قدمته السّيدة لسكانِ شَارعَ الخوفِ، فيْ زراعةِ الوُرود ، إلا أنها فوجئت صَباح ذاتَ يومٍ،
مَنَ الأيامِ ببلاغِ شُرَطِيْ يدعوها بالحُضور الى مخفر شرطة المدينة، إذ وُجهت إلىَ السّيدةِ تهمةَ إهدارِ المَاء،
وإزعاج المَارة والسّكانِ. فأوصىِ قاضي النّاحية للشُّرطةِ بتوقيعِ السَّيدةِ علىَ مَحضرِ بلاغ الشُّرطةِ ،
ودفع غرامةٍ مَالية، والتعهد بالتوقفِ عَن زراعةِ الورود في شارع الخوفِ، كي لا تقم لاحقاً بإهدار المياه،
وإزعاج المَارة والسكان بالعملِ الذي تقومُ بهِ ..
سياق المجرد " هناكَ منْ يقدمُ وَردة لمنْ يحبُ، لكنُه يُكافأ بمنَ يَجرحَ يَدهُ "

There is someone who offers a rose to his lover, but there is someone who cuts his hand.


 

رد مع اقتباس