الموضوع: تجريد الذاكرة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-15-2022, 01:10 AM
نجوى الروح متواجد حالياً
Libya     Female
الاوسمة
فخامة حضور وسام قلم مميز وسام الالفية 1 المركز الثاني لمسابقة رمضان 
لوني المفضل Burlywood
 رقم العضوية : 187
 تاريخ التسجيل : Nov 2020
 فترة الأقامة : 1269 يوم
 أخر زيارة : اليوم (01:34 AM)
 الإقامة : طرابلس
 المشاركات : 7,966 [ + ]
 التقييم : 4280
 معدل التقييم : نجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

الاوسمة

افتراضي تجريد الذاكرة

















أنشغل الفن التشكيلي الليبي في
جزء كبير من منجزاته بمفردات الذاكرة
التراثية ، بحيث نجد الموروث الشعبي
يترك بصمات واضحة على العديد من التجارب
التي صرنا نستدل على هويتها عبر مفرداتها
التراثية , التي تعكس تنوعات البيئة وثقافتها ، وفي
نفس الوقت تتيح مخزونا بصريا وكما هائلا من
التجارب الجمالية . وهذه السمة التراثية الشعبية
طبعت العديد من الأعمال والتجارب ، ونشير هنا
على سبيل الذكر ، لا الحصر إلى نماذج فنية من
رسومات : علي بركة ، الطاهر لامين المغربي،
علي العباني ، سالم التميمي ، علي الزويك ،
محمد عبية ، وغيرهم من الفنانين .. إلا أن خصوصية
التعبير و التنوع الذي تتجسد في لوحاتهم تختلف
بين فنان وآخر ، فلكل منهم سماته ،
وخصائصه ، ومميزاته التي تحتفظ له ببصمة
فنية خاصة ، كتعبير عن الفرادة والاختلاف من
حيث التقنية أو الرؤى الفنية وأساليب

توظيف تلك المفردات التراثية التي استدرجوها
إلى لوحاتهم . كل حسب طريقته في
معادلاته الفنية, ورؤاه ، ودرجة ميله
إلى التجريد و التجريب , ومدى حساسيته
في استخدام أساليب فنية أكثر تحديثا
ومعاصرة . فالفنان الليبي , لكي يبدع
في لوحة الحاضر , يستدعي لوحة
الماضي بألوان جديدة ، وتطويعات فنية تبعث
الروح في الأشياء والمستعملات ، لتبدو حية
تنبض بوهج الأسئلة. ، وآفاق أخرى . وهذا
ما يتضح جليا من خلال تكوين مجرى فني
يمر به عدد من الفنانين الليبيين , الذين تعكس
لوحاتهم المحيط عبر حوار لوني تشترك فيه
مفردات الماضي والحاضر ، لتبدو خزائن الذاكرة
نشيطة وقد ارتدت ألوانا وظلالا جديدة.
ولعل ما أضافه الفنان ( عادل جربوع ) على
لوحته ، وعلى الفن التشكيلي الليبي , ,
لهو ترجمة حضارية معاصرة لهوية الفن ،
حين يكون مرتكزا على قيمه ومفاهيمه التي
تشكل ثقافة بيئته ،وبأسلوب يضع المشهد
الفني التصويري في منطقة تجاور بين فعل
التجريد من زاوية ,وفعل التكوين و التشكيل
من زاوية أخرى . في تجربة عادل جربوع ،
لا يمكن الفصل بين ما هو قديم وجديد ، فبقدر
ما تنطلق لوحته من تراثها الشعبي ، نجدها
في الوقت ذاته ثرية بمخزون ثقافي عالمي ،
نتيجة تأثرها بمدارس الفن التشكيلي
العالمية . ولعل الانجذاب الأكثر وضوحا
يبرز من خلال طغيان آلية الرسم السريالي .
وكأنه عبر استعمال هذا الأسلوب يطمح
إلى أن تكون حركته داخل فضاء اللوحة
أكثر تحررا . ليقودنا إلي تجربة بصرية
موسيقية ، عبر مفردات شعبية من
المعتقد أنها تطرد الروح الشريرة ,
و تحمينا من الحسد كالهلال و الحويتة
و الخميسة , وفي معزوفة أخرى يثري
التراث البصري بفضاء قاتم اللون ليعطي
للقمر و التفاحة و الخيمة و الجمل
بيوتا مظللة بالمثلثات ، محمّلة بالأهلة
و النجوم . كذلك نجد العمارة التي
تصور في أعماله , تقترب في تكويناتها
من النسيج و الحلي , وخاصة في
تلك الزخرفة التي تزدان خلفية سمائها
بالقمر و الخميسة و النجمة. للفنان عادل
جربوع ملكة سرد لها منطقها الخاص في
التعبير عن مكونات الفنان الدفينة , التي
تشحن وجدانه ، وتحرك يده لكي يبدع معبرا
عن رغباته و أحلامه , انه منطق سريالي
أبدع في تصويره هذا الفنان ، وهو منطق
فن اللاشعور الذي نستلهم العديد من مفاهيمه
من نظريات فرويد في التحليل النفسي .
عادل جربوع ، ومن خلال قراءتي البصرية
المتواضعة لحدود لوحتة ، أحس بأن مهمته
تكمن في التعبير عن الواقع الداخلي لذاته ،
وخبراته الوجدانية, اعني هنا تجاربه
المختلفة , و تنوع ملهماته البصرية , تراثية
وغير تراثية , فصوره تعكس نفسية الفنان بكل
ما يعتمل فيها من مشاعر الفرح أو الإحباط ..
ففي فضاء اللوحة ثمة نساء و آلات موسيقى
ونوافذ وثياب ومقاعد ومستعملات منزلية ,
وبعض لوحاته تحمل انقسامات و انشقاقات
لطبقات الأرضية و الشكل , بزرقة تصور
السماء و الماء , و بعضها تحمل تشابكات
لتكوين لوني ، مفرداته مفعمة بالازدحام ,
وأحيانا نجده يلامس الصحراء واصفا جفافها
بمفردات و مخلفات جندي برز حضوره وجدانيا .
هذا التنوع في الفن التشكيلي يوضح عشق
الفنان للثقافة البصرية , ويعكس مدى إلمامه
بالمعارض التشكيلية و المسرح و السينما.
إن أعمال عادل جربوع في
حيزها السريالي تمتعنا في بعض
المقتطفات بخيال سلفادور ليبي ,
ولعلّي عبر هذا التوصيف الموجز
أكون قد اقتربت من إبراز بعض
سمات هذا الفنان. وملامسة أطراف
من مسيرته الفنية التائقة التي حاول
من خلالها الابتكار و الإضافة

لمشهدنا التشكيلي.

لينا العماري





"تجريد الذاكرة "


تجريد الذاكرة




الموضوع الأصلي: تجريد الذاكرة || الكاتب: نجوى الروح || المصدر: منتديات درة الشرق

درة الشرق

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه, , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة ,قواعد,شيرنج, iptv , سيرفرات, استضافه, مناضر, جوالات ,





j[vd] hg`h;vm




 توقيع : نجوى الروح













رد مع اقتباس