شعلة الامل

شعلة الامل

بدر الدين الإدريسي شعلة الأمل أن تضيء شمعة أفضل من أن تلعن الظلام.. ما حادت الألعاب الأولمبية بحمولاتها الأسطورية وبمتنها الرياضي وعمقها الإنساني عن هذه الترنيمة الجميلة، فما حدث مرة أن تبخرت الألعاب الأولمبية، منذ أن طلعت على البشرية بشكلها الحديث لتصبح الحدث الإنساني والرياضي الأكثر كونية في ظلام دامس، ولا رضيت بأن تدخل السراديب المعتمة، وكيف تفعل وهي تملك شعلة منها تنطلق نار لا تطفئها الأعاصير، نار هي نور للحياة وعنوان للسرمدية. رثاء لمأساة إنسانية وإشفاقاً على بشرية معذبة ومذبوحة، احتجبت الألعاب الأولمبية لثلاث دورات (1916– 1940– 1944) بسبب الحربين العالميتين اللتين شهدهما العالم في القرن العشرين، ولكنها أبدا لم تدفن هودجها في رمال الخوف أمام هجمات السياسة وما أعقبها من مقاطعات، فكيف تفعل وقد داهمت الإنسانية جائحة كورونا التي فتحت الجحور والمغاور وأسدلت الستارة على كل مسارح الفرجة. تحت الإكراه واتقاء لشر فيروس لعين، رضيت الألعاب الأولمبية في نسختها الثانية والثلاثين بأن تعدل تاريخ التباري، بأن تتأخر عن الموعد الأصلي سنة كاملة، ولكن ما كان ممكناً للزمن الرياضي الأولمبي أن يترك دورة بيضاء في كتابه الأسطوري، ما كان ينبغي للشعلة الأسطورية أن تنطفئ ولو لحين ومعها كل القيم الرفيعة التي انتقلت من الإغريق بناة الفكر الأولمبي القديم، إلى من أسسوا الألعاب الأولمبية الحديثة. يعود أصل الشعلة الأولمبية إلى الأساطير الإغريقية التي كانت تؤمن بقدسية النار، وترمز تلك الأسطورة إلى قيام «بروميثيوس»، الذي كان موكلاً من قبل الإله «زيوس» بخلق المخلوقات، بسرقة النار ومنحها إلى البشر، هكذا عرفت كتب التاريخ هذه الشعلة «المقدسة»، وقد باتت من الطقوس الرسمية للألعاب الأولمبية. شعلة الأمل والحياة هاته، يعود تصميمها الحديث إلى المهندس المعماري الهولندي «يان ويليس»، الذي صمم برجاً لحفظ الشعلة محترقة ومتوهجة فيه بشكل متواصل طوال مدة الألعاب الأولمبية بأمستردام الهولندية عام 1928. وفي عام 1936، قام كارل ديم وهو مؤرخ رياضي ومنظم الألعاب الأولمبية الصيفية في برلين في ذلك العام، بتصميم مراسم خاصة للشعلة الأولمبية، لتصبح منذ تلك الألعاب جزءاً مرتبطًا بها بل وطقسًا من طقوسها الجميلة، إذ يتم نقلها من مدينة أولمبيا إلى المدينة المستضيفة للألعاب على مدى أشهر، ومن خلال سلاسل بشرية موصولة مشكلة من نجوم وأساطير يتم انتقاؤهم بعناية كبيرة، وتظل الشعلة مشتعلة طوال فترة الألعاب، كونها تمثل رمزاً للضوء والروح والمعرفة والحياة. وعندما نستمع لمن تشرفوا بحمل الشعلة إلى صحنها الأسطوري، وهم يحكون عن المشاعر التي انتابتهم في تلك اللحظة، نقف على أسطورية هذه الألعاب التي لا تستطيع أي جائحة مهما اشتد فتكها بالإنسان، أن تطفئ ضوءها لأنها النور الذي يطرد العتمة، وهي الأمل الذي يجلي اليأس.

الموضوع الأصلي: شعلة الامل || الكاتب: نجوى الروح || المصدر: منتديات درة الشرق

درة الشرق

درة الشرق

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه, , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة ,قواعد,شيرنج, iptv , سيرفرات, استضافه, مناضر, جوالات ,

حروف خرساء معجب بهذا

المصدر: منتديات درة الشرق

---

augm hghlg

يعطيك العافية
على طرحك ونقلك للموضوع
مودتي

نجوى الروح معجب بهذا

يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع وجهود أروع
ننتظر مزيدكم بشوووق

نجوى الروح معجب بهذا

نجوى الروح
طرح بقمة الروعه
شكراً جزيلاً

نجوى الروح معجب بهذا

شكرًا للحضور و الرد

سلمت على الجلب
نترقب المزيد من جديدك الرائع

نجوى الروح معجب بهذا

ممتنة لتواجدك غاليتي