ظ†ظ†طھط¸ط± طھط³ط¬ظٹظ„ظƒ ظ‡ظ€ظ†ظ€ط§

عدسة الاعضاء
عدد مرات النقر : 714
عدد  مرات الظهور : 43,807,530
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 43,807,527
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 43,807,518
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 43,807,511
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 43,807,521
وسام المواضيع الحصريه
عدد مرات النقر : 646
عدد  مرات الظهور : 43,771,822
المركز
عدد مرات النقر : 1,457
عدد  مرات الظهور : 43,809,664
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 43,807,555

عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 43,807,547
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 43,807,544

عدد مرات النقر : 563
عدد  مرات الظهور : 43,807,542
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 43,807,536

عدد مرات النقر : 338
عدد  مرات الظهور : 43,807,533
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 43,807,533
سبحان الله و الحمد لله ولا اله الاّ الله والله أكبر كلمة الإدارة




الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-20-2022, 03:10 AM
نجوى الروح متواجد حالياً
Libya     Female
الاوسمة
فخامة حضور وسام قلم مميز وسام الالفية 1 المركز الثاني لمسابقة رمضان 
لوني المفضل Burlywood
 رقم العضوية : 187
 تاريخ التسجيل : Nov 2020
 فترة الأقامة : 1265 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (10:46 PM)
 الإقامة : طرابلس
 المشاركات : 7,966 [ + ]
 التقييم : 4280
 معدل التقييم : نجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

الاوسمة

1619478662551 عشرون رسالة من أروع الرسائل ِ الأدبية وأندرها









عشرون رسالة أروع الرسائل الأدبية
عشرون رسالة أروع الرسائل الأدبية
:




عشرون رسالة من أروع
الرسائل ِ الأدبية وأندرها

فتى الادغال


الرّافعيُّ : أبو السّامي مصطفى
صادق ، ذاك الطودُ الشامخُ ،
والعلمُ السامقُ ، الأصمُّ الذي
ملأ الدنيا ضجيجاً وهو لا يسمعُ ،
والذي لا يحملُ من العلمِ الرسميِّ
ألا الشهادةَ الابتدائيةَ ، ومع
ذلكَ فقدَ أودى بردودهِ كبارَ الدكاترةِ
والعباقرةِ من الأدباءِ في عصرهِ .
لهُ نثرٌ ساحرٌ أخّاذٌ ، وهو شاعرٌ
على جفافٍ في أكثرِ شعرهِ ،
وجزالةٍ في بعضهِ ، وسموٍّ في أغراضهِ .

الكلامُ عن الرّافعيِّ وسيرتهِ
ومكانتهِ ، لهُ موضوعٌ خاصٌّ ،
جمعتهُ في وريقاتٍ

ولكنّي هنا سأنقلُ لكم بعضاً
من الرسائلِ التي جرتْ بينهُ ،
وبينِ أبي ريّةَ محمودٍ ، وهي
من أرقِّ الرسائلِ وأعذبها ،
وكذلكَ من أجملها أسلوباً ،
وأصدقها نقداً ، وفيها جرأةٌ
وشفافيةٌ كبيرةٌ .

وهي من الكتبِ التي نفدت
من قديمٍ ، ولم يُعدْ طبعها ،
وكانَ آخرَ طبعاتها - وهي الثانيةُ -
في سنةٍ 1969 م ، والعثورُ
عليها شبهُ متعذّرٍ .

وأرجو أن تحوزَ على رضاكم ،
وسأنقلُ لكم بعضها ، حتى
تستطِيبوا وقتها ، وتستلِذوا
قراءتها ، وتحْتذوا حذوها
في الترسّلِ .

وهذه هيَ :



1 - رأيهُ في أمتع ِ كتبِ النحوِ

( لمّا صحت نيتي على أن
أتصلَ بشيخنا الرافعيّ
– رحمه الله – رأيتُ أن أسألهُ
عن أفضل كتبِ النحو والصرفِ –
وقد كنتُ سألتُ قبل ذلكَ عن
هذا الأمر المغفورَ لهُ الشيخ
عبدالعزيز جاويش رحمه الله فأجابني
أن خير كتبِ النحو ِ كتابُ سيبويه
والمفصّل للزمخشري - )
طنطا في 20 ديسمبر سنة 1912

أيّها الأديبُ الفاضلُ
السلامُ عليكم ، وبعدُ ،

فإنّي أشكرُ لكَ ما أطريتَ
وأحمدُ إليكَ كما أثنيتَ ، وأرجو
أن تكونَ أهلاً لخير ٍ ممّا وصفتني بهِ
– إن شاءَ اللهُ - ، فإنّ الأدبَ يرقبُ
نوابغهِ دائماً من بينِ المعجبينَ بهِ
والراغبينَ فيهِ وذوي الحرصِ عليهِ .
أمّا ما سألتَ من أمرِ كتبِ النحو ِ
والصرفِ ، فيشقُّ علي أن أدلّكَ
على غرضكَ منها ، لأنّي لستُ على
بيّنةٍ من قوّتكَ في فهم كتبِ
القوم ِ ، والبصر ِ بها ، غير أنّكَ
لو سألتني عن أنفعِ وأمتعِ كتابٍ
طُبعَ في النحوِ ، لدللتكَ على
" شرحِ الكافيةِ للرضي " ، وهو
كتابٌ ضخمٌ ليسَ في كتبِ العربيةِ
ما يساويهِ بحثاً وفلسفةً .

وللرضي أيضاً شرحٌ على الشافيةِ
في الصرفِ ، هو كصنوهِ في
النحوِ لا يعدلهُ غيرهما ، فاشترَهما ،
وضُمّ إليهما كتابَ
" متن ِ التوضيحِ " لابن هشام ٍ ،
وشرحه ِ ، فإن لم تنتفعْ
بالأولين انتفعتَ بالآخرين ِ .

وإلى اللهِ الدعاءُ في توفيقكَ
وتسديدكَ ، وأذكرُ أنّي
معجبٌ برغبتكَ في الأدبِ
وإخلاصكَ لأهلهِ .

والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

مصطفى صادق الرافعي



2 – رأيهُ في دراسةِ الأدبِ العربيّ

( لمّا جاءني أوّل كتابٍ من
الرافعيّ – رحمهُ اللهُ – فرحتُ بهِ
فرحاً شديداً ، وجعلتهُ ممن يجبُ
الرجوعُ إليهم في أمرِ الأدبِ
العربي ودراستهِ ، وقد عنّ لي
أن أعرفَ رأيهُ في دراستهِ
– وهو الإمامُ الحجة ُ – فكتبتُ
إليهِ خطاباً في ذلكَ ،
كانَ الجوابُ عنهُ هذا الكتابُ ) :

طنطا في 30 ديسمبر سنة 1912

أيّها الفاضلُ

إنّ أعمالي كثيرةٌ في هذه
الأيام ِ ولذا أراني أبطأتُ في
الردِ على كتابكَ ، وإنّي مجيبك
عنهُ بإيجازٍ ، لأنّ ما سألتَ عنهُ
يصعبُ التبسّطُ فيهِ على وجهٍ واحدٍ .

إنّكَ تريدُ امتلاكَ ناصيةِ الأدبِ
– كما تقولُ - ، فينبغي أن تكونَ
لكَ مواهبُ وراثية ٌ تؤديكَ إلى
هذه الغايةِ ، وهي مالا يُعرفُ
إلا بعدَ أن تشتغلَ بالتحصيل ِ زمناً ،
فإن ظهرَ عليكَ أثرها وإلا كنتَ
أديباً كسائرِ الأدباءِ ، الذينَ
يستعيضونَ من الموهبةِ بقوّةِ
الكسبِ والاجتهادِ .

فإذا رغبتَ في أقربِ الطرق ِ
إلى ذلكَ فاجتهدْ أن تكونَ
مفكّراً منتقداً ، وعليكَ بقراءةِ
كتبِ المعاني قبلَ كتبِ الألفاظِ ،
وادرسْ ما تصلُ إليهِ يدكَ من
كتبِ الاجتماعِ والفلسفةِ الأدبيةِ
في لغةٍ أوربيةٍ أو فيما عرّبَ منها .

واصرف همّكَ من كتبِ الأدبِ
العربي – بادىء ذي بدءٍ – إلى
كتابِ كليلةَ ودمنة والأغاني
ورسائلَ الجاحظِ وكتابَ الحيوان ِ
والبيانِ والتبيين لهُ ، وتفقّه
في البلاغةِ بكتابِ
" المثل ِ السائرِ " ، وهذا الكتابُ
وحدهُ يكفلَ لكَ ملكةً حسنة ً
في الانتقادِ الأدبي ،
وقد كنتُ شديدَ الولعُ بهِ .

ثمّ عليكَ بحفظِ الكثيرِ من
ألفاظِ كتابِ " نُجعةِ الرائدِ
" لليازجي والألفاظِ الكتابيّةِ
للهمذانيّ ، وبالمطالعةِ في كتابِ
" يتيمةِ الدهرِ " للثعالبيّ
والعقدِ الفريدِ لابن عبدربه
وكتابِ " زهرِ الآدابِ " الذي بهامشهِ .

وأشيرُ عليكَ بمجلّتينِ تُعنى
بقراءتهما كل العنايةِ
" المقتطف والبيان " ، وحسبكَ "
الجريدةُ من الصحفِ اليومية
و " الصاعقة " من الأسبوعية ،
ثم حسبكَ ما أشرتُ عليكَ بهِ
فإنّ فيهِ البلاغ كلّهُ ، ولا تنسَ
شرحَ ديوان ِ الحماسةِ وكتابَ
نهجِ البلاغةِ فاحفظْ منهما كثيراً .

ورأسُ هذا الأمر ِ بل سرّ النجاح ِ
فيهِ أن تكونَ صبوراً ، وأن
تعرفَ أن ما يستطيعهُ الرجلُ
لا يستطيعهُ الطفلُ إلا متى
صارَ رجلاً ، وبعبارةٍ صريحةٍ
إلا من انتظرَ سنواتٍ كثيرة .

فإن دأبتَ في القراءةِ
والبحثِ ، وأهملتَ أمرَ الزمن ِ
– طالَ أو قصرَ – انتهى بكَ
الزمنُ إلى يوم ٍ يكونُ تاريخاً
لمجدكَ ، وثواباً لجدّكَ .

والسلامُ عليكَ ورحمة ُ اللهِ .

الرافعي



3 رأيّهُ في الكتبِ التي
وعدَ الناسَ بها

( انقطعَ حبلُ المراسلةِ بيني
وبين الرافعي – رحمه الله –
زهاءَ ثلاث سنين ، كانت
كالفترةِ التي انقطعَ فيها
الوحيُ عن الرسول
– صلواتُ الله عليهِ - ، ثم ترادفتْ
علي بعد ذلك رسائلهُ ، وهذا
هو أوّل كتابٍ منه بعد هذه الفترةِ ) :

طنطا في 21 يونيو سنة 1915

أيّها الأديبُ الفاضلُ

السلامُ عليكم ورحمة ُ اللهِ ، وبعدُ ،

فإنّي معتذرٌ إليكَ من تأخير ِ
الرّدِ إلى الآن بالمرضِ الذي
شغلني بنفسي منذ شهرينِ ،
فقد كددتُ رأسي طويلاً
وآن لي أن أستريحَ قليلاً .

أمّا كتابكم فقد تلوتهُ
مستبشراً بميلكم هذا
الميلَ إلى الأدبِ ، ويسرّني
أن تستوعبوا ما تقرءونهُ
حتى أتى لكم أن تستخرجوا
أسماء الكتبِ التي سألتم
عنها كالقرائحِ العربيةِ
وغيرها ، ومن أجل ذلك
لا أرتابُ في أنّ لك يوماً
– إن شاء اللهُ – وهو سبحانهُ
المسئولُ أن يأخذَ بيدكم
إلى القصدِ ممّا تطلبون .

وأمّا هذه الكتبُ التي
وعدتُ النّاسَ بها فالنيّةُ
معقودة ٌ عليها ، وحسبكَ
من جهتي أنا صحّة النيّةِ ،
ولكن ماذا أصنعُ والناسُ
عندنا ما تعلمونَ تخاذلاً
وتقصيراً وبخلاً بالدراهمِ
القليلةِ ينفقونها على الأدبِ ،
وكيف لي أن أملأ الأسواقَ
كتبي ، ويدي فارغةٌ .... ؟ .

لقد وضعتُ كتاباً صغيراً
هذه الأيّام وهو " كتابُ المساكين "
وأظنّكَ تُعجبُ به لو قرأتهُ ،
غيرَ أنّي لم أجد من يُعينني
على طبعهِ فطويتهُ وكنتُ
أوشكتُ أن أتمّهُ ، وليسَ
طبعهُ بالمُعجزِ ، فإنّه لا يُنفقُ
فيهِ أكثرُ من خمسة وعشرين
جنيهاً ! ، ولكنّي لا أجدها
الآن فأينَ هي ؟!
، بل أين من يقولُ هاهي ؟! .

والجزءُ الثالثُ من التاريخِ
لموعدكَ به بعد سنتين
– إن شاءَ اللهُ – مع أنّي أكتبُ
فيهِ أكثرَ من بضعة أشهر ٍ
حتى يمثلَ للطبع ِ ، ولكن العجزُ
في التكاليفِ ... فدعني ونفسي
إنّ الشرقَ لا يزالُ شرقاً .

سألتني عن قاموس ٍ عربي
تشتريهِ فليسَ أحسنَ ولا أوفى
من " لسان ِ العرب " فإن أعياكَ
أن تجدَه لقلةِ نسخهِ فالتمس
تاجَ العروس ِ وأظنّهُ كثيرَ
الوجود ِ ، وينبغي أن تجمعَ إليهِ "
القاموسَ المحيطَ " للفيِرُوزبادي "
فإن التاجَ شرحٌ عليهِ ، وضمّ
إليهما " أساسَ البلاغةِ " للزمخشري
فلا غنى لأديبٍ عنهُ وهو رخيصٌ كذلكَ .

واعذرني أن لا أطيلَ في الكتابةِ ،
فإن رأسي متألّمٌ ، وقد تركتُ
القلمَ حتى يرزقَ اللهُ
العافيةَ بحولهِ وقوّتهِ .

والسلامُ عليكم ورحمة الله .

الداعي
مصطفى صادق الرافعي



4 – رأيهُ في طبع كتبهِ

( لمّا جاءني هذا الكتابُ
خاطبتُ الشيخ عبدالرحمن البرقوقي
– رحمه اللهُ – في أن تتولّى
مكتبةُ البيانِ طبع " كتابِ المساكين "
على نفقتها ولم يكن في
ذلك من عاب ، وعلى أن
البرقوقي صهرٌ لشيخنا الرافعي
وبينهما من الصلاتِ الأدبيةِ
غير ذلك ما بيِنمها ، فقد تأثّر
جداً وبعثَ إلي بهذا الخطابِ ) :

طنطا في 19 ديسمبر سنة 1915

أيّها الأخُ

السلامُ عليكَ ، وبعدُ ،

فإنّي شاكرٌ لكَ أدبكَ وغيرتكَ
ومروءتكَ ، غيرَ أنّي أعتبُ
عليكَ إذ كتبتَ للشيخِ البرقوقي
ما كتبتَ ، فإنّي في كتابي
الآخر إنّما اعتذرتُ عن عدمِ طبعِ
كل كتبي لأنّي لا أملأ السوقَ
ويدي خالية ٌ لا أستطيعُ أن
أملأها ، وفرقٌ بينَ عدم ِ امتلاءِ
اليدِ ، وبين ضيقها ، فإنّي
– والحمدُ للهِ – في يُسرٍ وإن
لم أكنْ في سعةٍ .

على أنّي كنتُ مريضاً يومئذٍ
فكتابتي كانت مريضة كذلكَ ،
والحمدُ للهِ على العافيةِ ،
أسأله تعالى أن يدمها لي ولكم .... ،

..وأختمُ بالشّكرِ لكَ مرّة أخرى والسلامُ .

مصطفى صادق الرافعي



5 – رأيّهُ في كتابِ ذكرى أبي العلاء

( كتبنا إليهِ أن أحد الأدباءِ
يقولُ : إن كتبَ الرافعي أكثر
ثمناً من غيرها – وطلبنا منه
أن يبيّن رأيهُ في كتابِ
" ذكرى أبي العلاءِ " للدكتور
طه حسين – وكذلكَ ذكرنا لهُ خطأ
استعمال ِ لفظةِ " المستلم "
التي جاءت في إيصالاتِ اشتراكِ
" كتابِ المساكين "
فجاءَ منهُ هذا الجوابُ ) :

طنطا في 30 ديسمبر 1915

أيّها الأخُ

السلامُ عليكم ، وبعدُ ،

... وذكرتم في كتابكم أنّ
قائلاً يقولُ ... إنّ الغبنَ أن
تكونَ 426 صفحة ً من ذكرى
أبي العلاءِ بعشرةِ قروشٍ ،
و 250 صفحة من كتابِ
المساكين ِ بمثلها – أو كما قالَ -
، فهذا – ويحفظكَ اللهُ – سببٌ
من أكبرِ أسبابِ سقوطِ الأدبِ
عندنا ، إذ يُريدُ الناس
ألا يعرفوا التأليف وكدّ
العقول ِ إلا تجارة الورق ِ .... ،
كما يصنعُ أصحابُ المكاتبِ
الذين يشترونَ ورقاً أبيضَ
ويبيعونهُ ورقاً أسود ، وكما
يصنعُ سقاط المؤلفين الذينَ
يصنعون هذا الصنيع لأنّه
لا فرقَ بين صاحب مكتبةٍ
يطبعُ كتابَ رجل ٍ ماتَ ، وبين
مؤلّفٍ ينقلُ عن رجالٍ ماتوا ،
كلاهما لا عملَ لهُ إلا نقلٌ
وتصحيحٌ وما أهونهُ عملاً ! .

لقد قيلَ لي – مراراً – إن
كتبي أكثر الكتبِ العربيّةِ
رواجاً - ولعلّها كذلكَ - ، ولكنّي
مع هذا لا أبيعُ حياتي بالثمن
ِ البخس ِ ، وأنا واثقٌ أنّ لي
عدداً من القرّاءِ يشترونَ كتبي
بأي ثمن ٍ وجدوها به ،
فما ضرّني أن أجعل القاريء
منهم بخمسةٍ من مثل ذلك القائل ..! .

إنّها أسطرُ ضائعة ٌ أخطّها
في هذا المعنى .... ! .

لم أقرأ " ذكرى أبي العلاءِ
" ولا أعرفُ ما هي ، ولكن
أخبرني أحدُ الذينَ ساعدوا
في تأليفها – وهم ثلاثةٌ
غيرَ صاحبها – أنّها ليست ممّا
يُقالُ إنّهُ هناكَ ، ولا علمَ لي
بالغيبِ وأستغفرُ اللهَ
ولعلها من الكتبِ الممتعةِ .

غيرَ أنّ ثمنها ليس في
تسعيرةِ أثمان ِ الموادِ الغذائيةِ ،
فكيف يُريدُ صاحبكم أن يوجبَ
على المؤلفينَ أن يبيعوا
كل 42 صفحة بقرش ٍ واحدٍ ! .

أمّا لفظة ُ " المستلم ِ "
فقد وقعتْ خطأ ، وقد طلبَ
أحدهم إلى أبي عبيدة َ
أن يكتبَ له كتاباً يستشفعُ بهِ
إلى رجل ٍ من الأمراءِ ، فأملى
أبو عبيدة على كاتبٍ وقال لهُ :
اكتبْ والحن ، فإنّ اللحنَ مجدودٌ
– أي محفوظٌ – صاحبهُ ... ! .

لا أعرفُ موعدَ صدورِ الكتابِ
فالمطابعِ المصريةِ مواعيدُ
غير معروفةٍ ..... وساعةُ
المواعيدِ في مصرَ لا ضبطَ
لها ولا يمكنُ أن تضبطَ
إلا في يدِ نبيٍّ مصريٍّ
– إن ظهرَ في مصرَ نبيٌّ آخرُ .... ! .

أختمُ كتابي بالشكرِ لكَ ...
والسلام عليك .

من الداعي مصطفى



6 – يُثني علينا ويدعو لنا

طنطا في 2 يناير سنة 1916

أيّها الأخُ

السلامُ عليكَ ،

وإنّي شاكرٌ همّتكَ مُثن ٍ
على مروءتكَ ، وأنتَ من
أهل ِ الثناءِ والشكرِ ، وإن
إخلاصَ مثلكَ لمن يُعاني
الأدبَ لخليقٌ أن يكونَ ثواباً
يغتبطُ بهِ الأدباءُ .

أسألُ اللهَ أن يسرّني
بنبوغكَ ، وأن يجعلَ هذه
المسرّةَ دانيةً قريبةً فإنّي
أرى فجركَ قد بدأتْ تباشرهُ .

وسلامهُ تعالى ورحمته وبركاتهُ .

الداعي مصطفى صادق الرافعي



7 – رأيهُ في طريقةِ الجاحظِ
في دراسةِ الأدبِ

( نزلتْ بنا نكبةٌ ماليّةٌ ذهبتْ
بكل ما كانَ يملكُ أبي
وخرجَ حكمُ قريتنا من بيتنا
بعد أن ظلّ فيهِ قروناً طويلة
يتولاّهُ الخلفُ منهم عن السلف ،
وكنتُ قد أشرتُ إلى ذلكَ
في كتابٍ أرسلتهُ إليهِ ،
فجاءَ كتابُ منهُ هذه صورتهُ ) :

طنطا في 10 يناير سنة 1916

أيّها الأخُ

السلامُ عليكَ ،

وقد جاءني كتابكَ وكأنّما
هو جرحٌ دامٍ يحملُ السهمَ
الذي أدماهُ ، فدع ِ الأمرَ للذي
قدّرَ الأمرَ ، وكأيّن من كارثةٍ
انجلتْ عن نعمٍ كثيرةٍ .... ،
وأمّا العملُ الذي طلبتهُ فلا
أرى أينَ أجدُه لكَ ، وكيفَ
أجدهُ في هذه الضائقة التي
تركت الناسَ كأنّهم على
بعثٍ لا يقولُ الواحدُ منهم
إلا نفسي ! .

إنّنا في وقتٍ لا ينفذُ فيه
النورُ فلا أدري كيفَ أشيرُ
عليكَ أن تنفذَ أنت ، ولكنّي
أسأل الله أن يهبكَ حظّاً
من التوفيقِ فما يفتحُ اللهُ
للناس ِ من رحمةٍ فلا ممسكَ لها .

كتبتُ لكَ أسماءَ بعض ِ
كتبِ الاجتماع ِ والفلسفةِ
الأدبيةِ ، ومن هذه الأسماءُ
" كتاب الفلسفةِ النظريةِ
" وفيهِ وحدهُ الكفاية ُ ،
وقد طبعَ منه ستة أجزاء في
علم الاجتماع والمنطق
والفلسفةِ وعلم التربيةِ
والأخلاق ، والكتابُ أصلهُ
اثنا عشر جزءاً وهو تأليف قوم ٍ
من أعلم ِ الناس ِ بتلكَ الفنون ِ
، وكان تعريبهُ وطبعهُ في
بيروت ولكن أينَ منّا بيروتُ ؟! .

اقرأ كل ما تصل إليهِ يدكَ
فهي طريقة ُ شيخنا
الجاحظِ ، وليكن غرضكَ
من القراءةِ اكتساب قريحةٍ
مستقلةِ وفكرٍ واسع ٍ
وملكةٍ تقوّي على الابتكار .

فكل كتابٍ يرمي إلى إحدى
هذه الثلاث فاقرأهُ ، وما دمتَ
لا تعرفُ غيرَ العربيةِ فالتمس
مجلداتِ المقتطفِ وخذ منها
كل ما عثرت به ، فإنهُ مدرسة
في بعض ِ الأغراض التي
تتوخى إليها .... ، أرجو لكَ
الخيرَ ، وأدعو لكَ بالتوفيق ِ .

وأختمُ بالسلام ِ عليك .

مصطفى صادق الرافعي

( أمّا الكتبُ التي أشار
إليها فهي ) :
تاريخ التمدّن لكيزو
( طُبع من زمن بعيد )
سر تقدّم الإنجليز
سر تطور الأمم
إميل القرن التاسع عشر
التربية الحديثة لمؤلف
سر تقدّم الإنجليز
كتاب الفلسفة النظرية
( طبع في بيروت )
مجلة المقتبس – وفيها شيءٌ
من الموضوعاتِ الاجتماعية –
كتاب الواجب تعريب طه حسين
السلطة والحرية لتولستوي
تعريب بعض الأقباط
أما كتبُ التاريخ لإهمها :
تاريخ الطبري أو ابن الأثير ،
أو ابن خلدون ، ولا غنى عن
تاريخ ِ أبي الفداء وتاريخ
القرماني لجمْعِهما واستيِفائهما .
وكتبُ التاريخ ِ كثيرة وفي
بعضها كفاية لغير المؤرخ ،
أمّا هذا فحاجتهُ في كل كلّها .



8 – رأيهُ في أخلاق سادتنا الكبراء !

طنطا في 29 يناير سنة 1916

أيّها الأخُ

السلامُ عليكم ، وبعدُ ،

فقد أخذتُ كتابكم وأنا على
سفرٍ إلى مصر فلم أستطع
الرد يومئذٍ ، وإنّي أشكرُ لكم
عنايتكم فقد وفيتم بما فوق
الأمل ِ – باركَ الله فيكم
وفي إخلاصكم - .

أمّا ما وصفتم من أمرِ صاحبكم
– الرجل الكبير – الذي أمّلتَ
أن تكبرَ به ! ، فكأنّكَ لمّا تعرف
هؤلاءِ الكبراء ، ولم تقرأ قولهُ
تعالى :
(( ربنا إنّا أطعنا سادتنا
وكبراءنا فأضلّونا )) ، فلعنة ُ الله
على كل 999 من الألف من هذه الفئةِ ! .

إن الناس على خوفٍ وتوثّبٍ
وكلّهم يفزعُ بنفسهِ ويفزعُ
من نفسهِ ولعل اللهَ يُحدثُ
بعد ذلكَ أمراً .

حدّثني عنكم صاحبُ البيان ِ
بما سرّني من أخلاقِكم وشمَائلكم
وذلكَ ما كنتُ أتوسّمهُ ، فليتَ الله
يجعلكَ من كبار ِ الأغنياءِ أو يجعلَ
في كبار ِ الأغنياءِ مثلكَ ، حتى
لا نضيعَ ولا يضيعَ الأدبُ ، وآه من
" ليتَ " هذه إنّها من أكبر علل الدنيا ! .

أختمُ بإهدائكم طيّبَ التحيّاتِ
وبالدعاءِ لكم ، واللهُ المستعانُ .

والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته .

الداعي مصطفى صادق الرافعي



9 – رأيه في مؤلفاته وطبعها

طنطا في 30 يناير سنة 1916

أيُّها الأخُ الفاضلُ :

السلامُ عليكم ، وبعدُ ،

فقد كتبتُ إليكم أمس بعد
حضوري من مصر ، لأنّي لبثتُ
هناكَ أيّاماً لتنسّم الرَّوحِ
الأدبي الذي اختصّت به تلك
العاصمةُ الجميلةُ ..... ،

أمّا ما أشرت إليهِ من طبع ِ
كل ما أكتبهُ فليس ذلك من
همّي ولا أنا ميّالٌ إليهِ ولا مبالٍ
به ، وقد كان بعضُ أبناءِ عمومتي
يستميلني كتباً ورسائلَ في
معانٍ مختلفةً ، حتى اجتمعَ لهُ
بعد ذلك جملةٌ صالحةٌ ، فأرادَ
طبعها ولكنّي نهيتُهُ وأعلمتهُ
أنّي أبرأ منها إذا هو نشرها .

وهنا أشياءُ أخرى لا أريدُ
أن أبوحَ بها ، ولكنها في
الجملةِ أشياءُ أساعدُ بها
رِفداً ، فينتحِلها أهلها
وينشرونها بأسمائهم
وأنا بذلك راضٍ ومسرورٌ .

وليتَ الزمانَ يهيءُ لي أسبابَ
التفرّغِ للكتابةِ والشعرِ ،
ويغنيني عن التكسّبِ من
الوظيفةِ التي أنا فيها –
وهي في المحكمةِ الأهليةِ هنا
– ولكن ماذا أصنعُ والأمّةُ
خاملةٌ كما ترونَ ، فلا تكادُ
تقومُ بعيشِ أديبٍ واحدٍ
ليخدمها مدّة عمرهِ ، دعنا
من هذا الهمِّ فكم شيءٌ
في مصر ضياعٌ والحمدُ للهِ
ولا كفرانَ للهِ .

وذكرت قطعة البخيلِ التي
نُشرت في " البيانِ " فهذه
القطعة صدرُ روايةٍ طويلةٍ
ممّا يُنشرُ في " المساكينِ " ،
وكذلك قصيدةُ
( على الكواكبِ الهاويةِ )
وهي أيضاً فصلٌ في
المساكينِ ، وقد كنتُ نظمتها
لحفلةِ الأوبرا ، ومن أجلِ ذلكَ
لم أشرْ فيها إلى طلبةِ الأزهرِ ،
بل جعلتها عامّةً كما رأيتمْ .

كنتُ أحبُّ أن أطيلَ كتابي
ولكن بي مرضاً من البردِ
تتألمُ لهُ الصحيفةُ والقلمُ ،
فأعتذرُ إليكم .

والسلامُ عليكم .

الداعي مصطفى صادق الرافعي



10 – يريدُ العملَ ولكنّهُ يجدُ العوائقَ

طنطا في 23 مارس سنة 1916

أيّها الأخُ :

السلامُ عليكم ورحمةُ الله ، وبعدُ ،

فلقد تلقّيتُ كتابكم ويسرّني
أن تكونَ لكم هذه الغيرةُ
على الأدبِ وأهلهِ فإن ذلكَ
ممّا يدلّ على أن لكم نفساً
عظيمةً تبرزُ بمواهبها شيئاً
فشيئاً ، حقّقَ اللهُ الأملَ فيكم ،
وكان لكم بعونهِ وتوفيقهِ .

وفي كتابكم فصولٌ :

فأمّا الكلامُ عن الكتّابِ
والشعراءِ فلهُ وقتٌ يأتي
– إن شاءَ اللهُ – بعد أن يفرغَ
الذرعُ لما هو أهمّ وأولى بالتقديم ِ .

وإنّي أستشفُ من كتابكَ أنّكَ
لا ترى صورتي من نفسكَ
إلا في تقويمٍ فلكيّ ، فمتى
ذكرتني قلتَ هو الآن يوشكُ
أن يلقي قلمهُ من آخرِ صفحةٍ
في كتابِ الشعراءِ ، وفي
شهرِ كذا يكونُ قد أنجزَ ...
وفي كذا يكونُ قد أنهى وهلمّ
من هذا التنجيم ِ ، فأنا أريدُ أن
أعملَ كثيراً ، ولكنّي أضجرُ وأمرضُ
وأجدُ من العوائقِ أكثرَ ممّا أجدُ
من الإرادةِ ، وفي الثلاثةِ الأشهرِ
الأخيرةِ مرضتُ نحو ثلثيها ،
فتركتُ المساكينَ وغيرَ المساكينِ
واهتممتُ لنفسي .

ثمّ إنّ هذا الكتابَ " المساكين "
سيتأخرُ أكثرَ ممّا قدّرتُ لهُ ،
ولا حيلةَ لي في ذلكَ ما دامت
الدنيا كلّها تدورُ كالإعصارِ ،
وممّا يسرّكم أن مشيل بك
لطف الله اشتركَ منه في
مئةِ نسخةٍ مرةً واحدةً ،
ودفعَ ثمنها مع أنّي لم
أطلبْ إليهِ ، ولكنّ بعضَ
الأصدقاءِ عرضَ لهُ بذلكَ .

فالكتابُ يتأخّرُ لا من ضعفٍ
ولا من تقصيرٍ ولا من قلةٍ ،
ولكن لأنّ الأعمالَ لا بدّ أن
تتأخرَ في مطابعنا ، أو لأنّ
كتابَ المساكينِ لا بدَّ أن يكونَ
مسكيناً مثلهم ... فصبراً ... ،
وأمّا الشيخُ علي فهو رجلٌ
حقيقيٌّ كما وصف " البيانُ " ،
ولو رأيتهُ لاستولى على نفسكَ
ولأعجبكَ من جنونهِ العقلُ كلّهُ ... .

وأمّا " ذكرى أبي العلاءِ " فلم
أقرأهُ إلى الآن ، ولا أنا أميلُ
إلى قراءتهِ ولكنّي اطّلعتُ
على فصلينِ قصيرينِ ، أحدهما
عن بغداد في " المقطمِ " ،
والثاني عن نشأةِ المعرّي في
مجلةِ " فتاةِ الشرقِ " .

فإن كان كل ما في الكتابِ
على هذا النمطِ فليسَ
في الكتابِ إلا ... فإنّ فصلَ
بغداد منقولٌ ببعضِ التصرّفِ
عن " معجمِ ياقوت " ، ومع ذلكَ
ففيهِ خطأ كبيرٌ ، لأنّ ياقوت
وصفَ أموراً تتعلقُ ببغداد في
مواد مختلفةٍ من معجمهِ ،
وقصرَ طه في الاطلاعِ عليهِ ،
ومن هنا تطرّقَ إليهِ الخطأ .

والفصلُ الآخرُ حشفٌ وسوءُ
كيلةٍ – كما يُقالُ – لأن آراءِ
المؤلفِ ضعيفةٌ واهيةٌ ،
ويخيّلُ إليّ أنَ أكبرَ غرضهِ
في هذا التأليفِ أن يجيءَ
بكلامٍ كثيرٍ يخرجُ في مجلدٍ
ضخمٍ ، فهو يزن الكلامَ بالرّطلِ ..
. ومع ذلكَ فربّما كان الكتابُ
مفيداً وربّما كان جيّداً ، ولكنّ
الفصلينِ اللذينِ وقفتُ
عليهما لا شيءَ ولا شيءَ .

ولا يمكنكم أن تظفروا
بكتابِ " الفلسفةِ النظريةِ
" إلا من بيروت ... وهذا
الكتابُ عميقٌ يحتاجُ إلى
كدِّ الفكرِ ، على أنّهُ لم
يطبعْ كلهُ لأنّهُ 12 جزءاً ،
طُبعَ منه سبعةُ أجزاءٍ على ما أتذكرُ .

أختمُ بطيبِ التحيّاتِ- إنّي
كسولٌ في هذه الأيامِ وأراني
في حاجةٍ إلى الكسلِ أيضاً - .

والسلامُ عليكم ورحمة الله .

من الداعي مصطفى صادق الرافعي



11 – ما أصابهُ من تعبٍ في إعجازِ القرآن

طنطا في 28 مارس سنة 1916

أيّها الأخُ :

السلامُ عليكم .... ،

أمّا قطعةُ " زهرِ الربيعِ "
فإنّي أريدُ كتابتها ولكن
متى جاءَ وقتها ، وهذا الوقتُ
لا أدري متى هو ، فإنّي
لا أكتبُ عندما أريدُ ، ولكن
يضطرني الموضوعُ نفسهُ
إلى الكتابةِ فيهِ .

وأحبُّ أن أعلمكم – وحدكم –
أنّ كتابَ " المساكين " لا يزالُ
منه فصلٌ لمّا يكتبْ ، لأنّ الأشهرَ
الماضيةَ كانت كثيرةَ الأمراضِ
عليَّ كما أعلمتكم من قبلُ ،
وأمراضي كلّها عصبيةٌ وقد
ترادفتْ منذُ فرغتُ من الجزءِ الثاني
من " التاريخِ " ، لأنّي تعبتُ فيهِ
إلى أقصى ما يتحمّلُ جسمي وعقلي .

ولذلك تراني أكتبُ يومينِ
أو ثلاثة ، ثمّ أضطرُ إلى تركِ
الكتابةِ عشرة أيّامٍ أو أكثر ،
مع أنّ جسمي – والحمد لله
– غيرُ ضعيفٍ ولكن أعصابي
قد تأثرتْ من دماغي كثيراً ،
ذكرتُ لكم كلَّ هذا لكيلا
تستعجلوا " بالمساكين "
ولا تسأموا الانتظارَ .

والسلامُ عليكم ورحمة الله .

مصطفى صادق الرافعي



12 – رأيهُ في كتب المنطقِ
والبلاغةِ وفي " المنفلوطي "

طنطا في 16 أبريل سنة 1916

أيّها الأخُ :

السلامُ عليكم ،

ولقد وصلَ كتابكم الآن وإنّي
أعجلُ بالرّدِ لأنّ عليَّ أعمالاً
كثيرةً أريدُ أن أفرغَ لها ،
أمّا كتبُ المنطقِ فلا فائدةَ
منها إلا في تفتيقِ الذهن ِ ،
وهذه الفائدةُ على أتمّها
في كتبِ الكلامِ العربي
" كالمقاصدِ " و " المواقف "
وغيرهما ، على أنّ ذلكَ لا يمنعُ
من قراءةِ المنطقِ العربي اليوناني .

ولكنّ المتأخرينَ جعلوا هذا
الفرعَ من العلمِ غايةً في
الترتيبِ والسهولةِ والفائدةِ
– وأريدُ بالمتأخرينَ علماءَ
الإفرنجِ - ، ومن أجزاءِ
" الفلسفةِ النظريةِ "
جزءٌ خاصٌ في المنطقِ .

ورأي – أنا – أن علمَ المنطقِ
كعلمِ البلاغةِ لا فائدةَ في
كليهما لمن لا يستطيعُ
أن يكونَ منطقيّاً وبليغاً بدرسهِ وبحثهِ .

وإنّي أذكرُ لكم خبراً عن نفسي :

فقد كنتُ أوّل الطلبِ
منذُ 17 سنةً قصدتُ مصر
واجتمعتُ هناكَ بطائفةٍ من
أهلِ الفكرِ ، وكانَ منهم
" عبدالعزيز الثعالبي " ،
وهو رجلٌ تونسيٌ مؤرخٌ سياسي
كان يدرس في أوربا بعض فروع
المشرقيّاتِ ، ومن أمرهِ أنّه
لا يتكلّمُ إلا الفصحى ، فساجلتهُ
الحديثَ بلغتهِ وطريقتهِ
المنطقيةِ – ولم أكن قرأتُ
في المنطقِ شيئاً غير فصلٍ
واحدٍ من كتابٍ أزهريٍّ يبتديءُ
به المجاورون وقد أنسيتُ
اسمه - ، فقال لي أخيراً :
على من درستَ المنطقَ ؟ ،
قلتُ لهُ : من الذي وضعَ
هذا العلمَ ؟ ، قالَ : أرسطو ،
قلتُ : ولم لا تكونُ قريحتي
في ذلكَ كقريحةِ أرسطو ؟ ... .

أسوقُ لكم هذه العبارةَ
لتعلموا أنّ الفنّ نفسه
غيرُ ضروريٌّ على ما هو في
كتبهِ ، فإنّ زمن المصطلحاتِ
المنطقيّةِ قد مضى ، وكانت
هذه المصطلحاتُ لازمةً للجدلِ ،
ولا جدلَ اليومَ ... ويمكنكم
أن تبدأوا القراءةَ في الكتبِ
المقرّرةِ لطلبةِ الأزهرِ ،
وهي شروحٌ وحواشٍ كلّها مفيدٌ ... .

وأمّا الكلامُ عن الشعراءِ
والكتّابِ ، فلا أستطيعُ
أن أقولَ قولاً أؤخذُ بهِ ،
ورأيّ علماءِ العربِ في
ذلك هو رأي فلاسفةِ النقدِ
اليومَ ، وذلك أنّهم يكرهون
الكلامَ عن رجل ٍ لا يزالُ حيّاً ،
ولكن متى ختم تاريخهُ
تكلّموا فيهِ ، لأنّ من الناسِ
من ينبغُ في آخرِ عمرهِ نبوغاً
يفوقُ الوصفَ ، ومنهم من
يكونُ نبوغهُ في الكهولةِ
أو في الشبابِ وهكذا ،
وفي " حاصلِ المطلوباتِ "
أنّ كتابَ الشعراء والكتّابِ
لا يكونُ إلا بعد سنين طويلةٍ –
إن فسح اللهُ في الأجل ِ - ،
إذ هو في الحقيقةِ تاريخٌ
للأدبِ العصري .

أمّا كلماتُ " المنفلوطي "
فلها خبرٌ ، وذلكَ أنّه ظهرت
منذ 12 سنة – على ما أتذكرُ
– مقالةٌ عن الشعراءِ في مجلّةِ
" الثريا " كان لها دويٌ بعيدٌ
واشتغلت بها الصحفُ
والمجلاّتُ كلّها ، ونسبتُ
هذه المقالة إليّ أنا ،
ووصلتُ إلى الخديو فقام
" شوقي وقعدَ " ، ثم شمّر
لها السيّدُ " البكريُّ " ، وهو
الذي أوعزَ إلى المنفلوطي
أن ينقضها واستأجرهُ لذلكَ ،
فكتبَ المنفلوطي كلماته
في مجلةِ " سركيس "
وهذه الكلماتُ غيّر ترتيبها
ثلاث مراتٍ ، حتى صارت إلى
الحالةِ التي نشرتْ بها أخيراً .

ففي المرةِ الأولى كان رأسُ
شعرائها السيّدُ " البكري " ،
وفي المرةِ الأخيرةِ صار
" شوقي " ... وهذا هو السببُ
في ذم المنفلوطي إيّايّ بتلكَ
العباراتِ التي كتبها عنّي .

أمّا قبلَ ذاكَ فكانَ الرجلُ
يقرّظني و ... ينافقُ لي على
أنّي من يومئذٍ طرحتهُ ولم
أعدْ أكلّمهُ ، لأنّي لا أتمسّكُ
بشيءٍ كالأخلاقِ ، ولذلكَ
لا أرجعُ عن كلمةٍ قلتها ،
ومتى انصرفتْ نفسي عن
شيءٍ لا تقبلُ إليهِ آخرَ الدهرِ .

فأنت ترى أنّ " المنفلوطي "
لا يكتبُ عن بحثٍ ولا روايةٍ ،
وإنّما هي كلماتٌ يصوّرُ بها ما في نفسهِ .

وإنّي أعجبُ لسخافةِ كلمتهِ
في الشيخ ِ " جاويش " و
" فريد وجدي " ، وهما عالمانِ
من كبارِ أهلِ الفضلِ وأصحابِ
الأثرِ في هذه النهضةِ ،
ومن ذوي الأخلاقِ الراقيةِ ،
ولو رأيتم الشيخَ " عبدالعزيز "
لرأيتم الأدبَ والرّقةَ والذّكاءَ
والأنفةَ والتواضعَ في رجلٍ
واحدٍ ، وهو بعدُ عالمٌ
مدققٌ يحملُ شهادةَ علمِ
النفسِ وفنّ التصويرِ من
جامعةِ " كمبردج " وشهادة
" دار العلوم " ، في حين أنّ
الذي كتبَ عنهُ إنّما يحملُ
شهادةَ التقرّبِ من
" سعد باشا زغلول " ،
وبهذه الكلماتِ أرادَ أن يرضيَهُ
ويّرضيَ أخاهُ المرحومَ
" فتحي باشا " ، وفي هذا كفايةٌ .

والخلاصةُ : أنّ " المنفلوطي "
يُحسنُ أن يكتبَ ولكنّ الكتابةَ
غيرُ الدرسِ ، وما الذي يكتبُ
الحكمَ كالذي يُصدرَ الحكمَ .

فألحّوا على الشيخِ " البرقوقي "
أن يستوفيَ مقالاتِ الأدبِ
العصريِّ فإنّي لم أرَ خيراً منها .

كنتُ ذكرتُ لكم أنّ في
" المساكين ِ " فصلاً لم
يُكتب ، فقد كُكتبَ
– والحمدُ للهِ – وأنا مُجدٌّ
في إظهارهِ ، واللهُ المُستعانُ .

والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاتهُ .

الداعي مصطفى صادق الرافعي



13 – رأيه في " البارودي "

طنطا في 5 يوليو سنة 1916

أيّها الأخُ الفاضلُ :

السلامُ عليكم ..... ،

وأمّا الباروديُّ فقد كان
نابغةَ دهرهِ الذي نشأ
فيهِ ، ولم يكنْ في عصرهِ
– أي من اربعينَ سنةٍ – أحدٌ يساويهِ ،
وكانت ابنتهُ قد شرعت في طبعِ
ديوانهِ ، ورأيتُ منه ملزمةً
من خمسِ سنواتٍ ، وكانت
هذه الملزمةُ في حرفِ الراءِ
وآخرها ص 256 ، فإلى ذلك
العهدِ كان قد طبعَ من الديوانِ
256 صفحةً ... فهذا قدرٌ كبيرٌ ،
ومع ذلك فقد كان الطبعُ في
القوافي التي على الراء ، على
أنّ الرجلَ أخبرني أنّ شعرهُ قليلٌ ،
وربّما لا يتجاوزُ اربعةَ آلافِ بيتِ ،
ولا أدري كيف هذا ؟ .

ولو كانت عندي تلك الملزمةُ
لأعطيتها لكم ، ولكنّي مزّقتها
من يومئذ لأني قليل المبالاة
بالشعر ... على أنك تجد نحو 200 بيت
من أحسن شعر البارودي في
الجزء الثاني من كتاب
" الوسيلة الأدبية " للمرصفي ،
وهو كتاب قديم ، طبع من
أربعين سنة ، وكان " المرصفي "
استاذ الرجل .

ولا تنسى أيضا أن تطلبَ قصيدته
المسمّاة " كشف الغمة في
مدح سيد الأمة " ، وهي
مطبوعة على حدة عارض
بها بردة " البوصيري "
– رضي الله عنه – وتبلغُ أربعمائة بيتٍ .

والكلام في البارودي وطريقة
شعره طويل ، وكنت كتبت
عنه مقالة في مجلة
" المقتطف " بعد وفاته وذلك
بطلب من أصحاب " المقتطف " ،
ولكنّي لا أتذكّرُ في أي عددٍ هي .

وبالجملةِ فإن الرجل شاعر
فحل مجوّد وإن كان ضيق
الفكر ضعيف الحيلة في
إبراز المعاني واختراعها .

هذا أختمُ بالسلام .

الداعي مصطفى صادق الرافعي



14 – جوابات عن ألفاظ المتكلمين
وأهل البلاغة

( منع الجاحظ أن يستعمل
الخطيب إذا كان متكلّماً
ألفاظ المتكلّمين إذا عبر عن
شيء من صناعة الكلام واصفا
أو مجيبا وحرّم العسكري على
الأديب استعمال تلك الألفاظ
في أي غرض ، وأوجب ابن الأثير
على الكاتب أن يعرف مصطلحات
كل صناعة وأن يلم بكل علم
وفن ، فسألتُ شيخنا الرافعي
- رحمه الله – عن هذه الآراء
الثلاثة ، وسألته كذلك عمّا
أخذه ابن الأثير على الصابِيء
من أنه يرادف السجع في
المعنى الواحد ، ثم رغبتُ
إليه أن يفضي برأيه فيما
ذكرهُ المنفلوطي – رحمه الله –
من أن الشعرَ الجاهلي شعر
ساذج ، فجاءني هذا الجواب الشامل ) :

أيها الأخ :

السلامُ عليكم ورحمة الله ... وبعدُ ،

فإنه يسرني أن أعرف لكم
هذه العناية بالأدب والتوفر
عليه ، ولعلكم واجدون فيه
شيئاً من التعزيةِ عمّا ترونهُ
في حادثاتِ الدهر من سوء
الأدبِ ... أما الأسئلة فإني
مُجيبكم عنها بإيجاز ولو أعان
الله على إظهارِ ما بقي من
أجزاء " تاريخ آداب العرب "
لرأيتم فيه الجواب مطولاً مبسوطاً .

أما كلام " الجاحظ " فصحيح
لأنه يريد بالمتلكم الرجل من
أهل الجدل وعلماء الكلام
وهذا إذا هو اسْتعمل ألفاظ
صنعتهِ في مخاطبةِ الناس من
أهله وجيرانهِ ، أو الكتابة إلى
من هو في حكمهم أو الخطابة
عليهم كان ذلك مرذولا منه ،
وعد متكلفا ، ودخل في باب
الغريب الذي يسمونه
" العي الأكبر " ، ولكن الجاحظ
لم يمنع ان يفيض المتكلم
مع المتكلمين بمثل تلك الألفاظ
بل هو نبه على إن ذلك محمود منه .

والأصل هو ما ورد في
الحديث : (( خاطبوا الناس
على قدر عقولهم )) ، وصاحب
" المثل السائر " لا يرمي في
كلامه الى ما أروده " الجاحظُ " ،
بل هو يريدُ أن يلم الكاتب
بمصطلحات كل صناعة ويشارك
في كل علم وفن ، إذ يجد
في ذلك مادة وربما احتاج
إليها في توليد معنى أو في
الكتابة عن واحد من أهل تلك
الصناعات او في ديوان من
دواوين الإنشاء القديمة ،
والتي كانت تتناول أكثر أمور
الدولة يومئذ ففيها كاتب
الرسائل ، وكاتب الخراج ،
وكاتب الحساب ، وكتّاب
آخرون ، وكانت تلك أغراض
الكتابة من حيث هي صناعة .

على أن ألفاظ العلوم
الخاصة بها ممّا يصطلح عليه
لا يجوز ان يستعان بها في
الإنشاء إلا لغرض يستدعيها ،
وإلا كانت من العي والفهاهة ،
ونزلت منزلة الحشو ووقعت
أكثر ما تقع لغوا ، وهذا
هو غرض " العسكري " .

وأما عيب صاحب
" المثل السائر " على
" الصابيء " في ترادف السجع
فأنا أراه في موضعه من النقد ،
لأن السجع سناعة لا سجية ،
والترادف قد يحسن في
الاسلوب المرسل لمتانة
السياق وقوة السرد ، كما
تجد في كتابة " الجاحظ " وغيره ،
ولكن الذي يسجع لا يضطر إليه
لأن كل سجعة فاصلة فهو
من باب الحشو لا غير .

و" الصابيء " على قوته في
الترسل ضعيف في السجع ،
لا يبلغ فيه منزلة " البديع "
ولا جرم كان ذلك من ضعفهِ فيه .

وأما شعر الجاهلية
وسذاجته فلم أقرأ ما كتبه
" المنفلوطي في ذلك "
ولكن شعر الجاهلية كشعر
غيرهم إنما يصف أحوال
الحياة التي شَهدودها فيقع
فيه ما يقع في سواه من القوة
والضعف ، ويكون فيه
الجيد والسخيف .

على أن شعر فحول الجاهلية
لا يتعلق به شيء من شيء
من شعر غيرهم في صناعة
البيان لا في صناعة الشعر
إذ هم أهل اللغة وواضعوها .

وفي الجزء الثالث من
" تاريخ الأدب " زهاء أربعممائة
صفحة في تاريخ الشعر العربي
وفلسفته وأدواره إلخ .

على أني أحب لك أن لا تحفل
كثيرا بأقوال المتأخرين
وكتابتهم ومحاوراتهم فيما
يختص بالأدب العربي وتاريخه ،
لأنهم جميعا ضعاف لم يدرسوه
ولم يفكروا فيه ، فابحث أنت
وفكر واجتهد لنفسك
فهذه هي السبيل .

يسوءني ما تصف من حالك
وتقلّب الدهر بك ... فدع
الأمر للذي يقدر الأمور
واصبر إن الله مع الصابرين ... .

كتبت على عجلة ساعة
الانصراف ففكر في الجواب
واستخرج من قليله
ما لا يكون به قليلا .

والسلام عليكم ورحمة الله .

4 أكتوبر سنة 1916

الداعي مصطفى صادق الرافعي



15 – رأيه فيما يرتقي به الكبراء

طنطا 19 أكتوبر سنة 1916

أيّها الأخ :
السلام عليكم ،

وقد وصل كتابكم وشكوتم
فيه ما لقيتم من فلان
وفلان فلا تحسبوا الكبراء
قد صاروا كبراء عفوا بلا ثمن ،
بل الكذب والتمليق من حقهم
على الناس ومن حق من
هو اكبر منهم عليهم ،
وهل ينهض بذي الحاجة
إلا ذو المروءة ، ومتى كانت
المروءة في هؤلاء
الكبراء خلقاً طبيعاً ؟ ... .

والسلامُ عليكم ورحمة الله .

الداعي مصطفى صادق الرافعي



16- رأيه في أن نصف الفقر فقر كاذب

9 ديسمبر سنة 1916

أيها الأخ :
السلام عليكم ورحمة الله ... ، وبعد ،

فقد تألمت لما في كتابكم ،
والأمر لله ، على أن رأي الشيخ
علي أن نصف الفقر فقر كاذب ،
لأن الإناسان يتألم بالوهم
أكثر مما يتألم بالحقيقة ،
وربما كان الضيق الذي يمضي
به وقته أو المصيبة التي
لا بد أن تضمحل فلا يتألم
المصاب أو المستضيق على
قدر ذلك ، ولكن على قدر
سخطه وبكل ما في نفسه
من الغيظ ، ولا يرضى بذلك
دون أن يضيف إليه تاريخ مصايبه
كلها ، فيجمع على نفسه ألم
العمر لحادث ساعة واحدة
أو يوم واحد أو بضعة أيام .

إن الفيلسوف لا يغضب
لأنه يعرف ألا منفعة في
الغضب ، ولأن الفلسفة الصحيحة
تجعل صاحبها كأنه قطعة
من الزمن ، وماذا يضر الليل
أنه مظلم ؟ ، وماذا ينفع النهار
أنه مضيء ؟ ، وإنما الزمن
منهما جميعا وكيف تريد
تريد أن تكون رابط الجأش
إلا عند الخوف ؟ ، وأن تكون
شجاعا إلا عند الفزع ؟ ،
وأن تكون فيلسوفا إلا عند المصايب ؟ .

ليس من فضيلة إلا هي
قائمة على أنقاض رذيلة ،
ولا من رذيلة إلا كان أساسها
فضيلة متهدمة ، فكن رجلا
أكثره من روحه ، فإنك
إن فعلت وحاولت أن تستطيع
رأيت أكثر الألم بعيد عنك ،
ورأيت في كل ضائقة بابا
مفتوحا من السماء .

وأنت الآن تحمل روحك
فتنوء بك وتعجزك ولكنك
يومئذ تكون روحك هي
التي تحملك فتخف بها وتخف
بك ، وحسبك من السعادة
هذا المعنى .

هون عليك يا أبا رية ،
وقل مع القائل :

وإني إذا لم ألزم الصبر طائعا
فلا بد منه مكرها غير طائع

وما أنت وحدك المسكين ،
فقد تقدمك من لا يحصيهم
إلا الله ، وكل شيء ينتهى ،
وإنما الشأن أن لا ينزل الرجل
عن حد الرجولة ، وما أنت
حي كما تريد أن تكون ،
ولا كما تريد أن تكون الحياة ،
إنما أنت حي بشروط ، ولعل
منها هذا الذي تعانيه ،
والغيب مجهول ، فلست
تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .

اجتهد أن تستتم في
الكتابة والأدب – كما قلت لك –
فإن لم تساعدك المعيشة
فلا تساعدها على نفسك .

والسلام عليكم ورحمة الله .

الداعي مصطفى صادق الرافعي

كتبت هذه الأسطر أمس
ثم طويت الكتاب لعلي
أغير منه أو أزيد فيه ، ثم
أنسيته وما نبهني الآن
إلا مرور نسوة وأطفال صغار
يلطمن ويصرخن ويَحاولن
أن يعلن سكان السماء
بمصيبتِهن في عائلهِن ،
الذي قضت عليه محكمة
الجنايات ، وكأنها قضت عليهن
معه ، فقلت وأين هذا
مما يشكو منه أبو رية ؟ .

اللهم إنه لا نعمة كالعافية
والأمن ، وإن تعدوا نعمة
الله لا تحصوها .

فاحمد الله على أنك لا تشكو
إلا حرارة الماء ، فإنك ترى
من يشكو لهب الجمر ! ،
ورزق ربك خير وأبقى .



17 – رأيه في بيت من شعر البارودي

أيها الأخ :

يسرني أن يكون فيما
كتبته إليك بعض السلوى
وعسى تأخذ نفسك بأدب
الحكماء والفلاسفة ، فإن
نصف هذا الأدب ازدراء
الدنيا وحوادثها .... .

وأما بيت البارودي فهو
كما ذكرتم وقد أخطأ
الشارح في ضبطه وشرحه ،
كما أخطأ في كثير ، ولقد
ابتلي البارودي – رحمه الله –
في حياته بنكبات عدة ،
وابتلي بعد موته بهذا الشارح
الذي أفسد عليه ديوانه ،
وصرف رغبات الناس عنه بهذا
الخلط الذي جمعه وسمّاه شرحا .

وحماسة البحتري كتاب طبعه
اليسوعيون في بيروت
وهو في حجم جزء من ديوان
البارودي ، واختار فيه البحتري
أشعارا كثيرة ، على نحو
ما فعل أبو تمام في حماسته ... ،
ولم يبق بعد مختارات البارودي
حاجة إلى هذا الكتاب ،
إلا لمن يريد غرضا خاصا ، أما
من أراد الشعر ففي
المختارات ما يكفي .

ولا أدري لماذا لا تتفق لك
الآمال التي ذهب زمانها ،
كأنما ذهب زمنك أيضا ،
فأنت الآن كالشيخ علي يعيش
في زمن مطلق لا يقبل
التقسيم إلى ماض وحاضر
ومستقبل ، فكل الأمر لله
وانتظر ما يطلع به الغيب .

والسلام عليكم ورحمة الله .

16 ديسمبر 1916

مصطفى صادق الرافعي



18 – بينه وبين جرجي زيدان

طنطا في 13 يونيو سنة 1917

حضرة الأخ :
السلام عليكم ، وبعد ،

فإني في كتابكم روحا يدل
على أن شيئا من حالكم
قد تحسن ، أو جانبا قد تردم ... ،
إن كتابتك عن المساكين
بعنوان " كلمة مسكين "
مما يحسن وقعه لأنك تعبر
عن شعور فقري صحيح ... .

ولم اطلع على ما كتبته
" الثمرات " فإن كان عندك
العدد فاقتطع منه تلك
الكلمات وأرسلها .

أما " الأخبار " فعلمت أن الذي
كتب فيها رجل قسيس
من " الفرير " ، وقد كتب
قطعة طويلة وليست عندي
لأني لا أجمع الصحف التي
تكتب عني ، وقد ندمت أخيرا
على هذا الإهمال ولكن
لات ساعة مندم .

وكذلك العدد الذي كتبت
فيه كلمة الهمزة فقد
فقدته ، لأني مكتبي الآن
مريض مثلي ، فأنا ألقي
عليه مثل هذه الأعداد والأولاد
يمزقون ... .

الذي قرّظ " المساكين " في الأهرام هو
" الجميل " صاحب مجلة " الزهور "
ومجلته الآن معطلة ، و " الأهرام "
تعتمد عليه في بابي الانتقاد
والتقريظ .

أما كلمة " المقطم "
فيظهر أنك عرفت كاتبها .. و
" الهلال " فإني عجبت من
كتابته وقد أخلف ما وعد ،
فأحللت نفسي مما وعدته
ونويت أن لا أكتب المقالة
التي طلبها .

وصاحب الهلال القديم
– المأسوف عليه – كان يجلني
ويمدحني ، حتى إذا أصدرت
" تاريخ آداب العرب " تغير لي
وأخذ يعرض بي تعريضا في
مجلته من غير أن يصرح باسمي ،
فكتب بضع مقالات من هذا
النمط ، وأظن أن ابنه يشبهه .

ولقد كنت أنا السبب في أن
" زيدان " ألف كتابه
" تاريخ آداب اللغة العربية " ،
ولذلك تاريخ لا محل له الآن .

أما " أمين بك الرافعي "
فهو رجل حر الضمير ، كبير
النفس .. ولو رأيت أخاه
" عبدالرحمن بك " لرأيت عجيباً
في الأخلاق والفضائل .

أختم بطيب التحية ، وإن كان
عندكم شيخ كالشيخ " علي "
فاسأله لي الدعوات .

والسلام .. .

مصطفى صادق الرافعي



19 – كتب الأسلوب البليغ وكيف تقرأ ؟

طنطا في 25 نوفمبر سنة 1917

يا أبا رية :
السلام عليك ،

وقد كنت مريضا وسافرت
إلى مصر ... لقد تخيلت
كثيرا في الوصية التي
تطلبها وما أشبهك برجل
لا يصلي ولا يصوم ولا يؤتي
الزكاة ولا يحج ، ثم يريد أن
يخرج كفارة تسقط عنه كل
ذلك ، ويبقى وادعا مستريحا
وله ثواب الصائم بدريهمات معدودة ... .

الإنشاء لا تكون القوة فيه
إلا عن تعب طويل في الدرس
وممارسة الكتابة والتقلب
في مناحيها والبصر بأوضاع
اللغة وهذا عمل كان
المرحوم الشيخ " محمد عبده "
يقدر أنه لا يتم للإنسان
في أقل من عشرين سنة .

فالكاتب لا يبلغ أن يكون
كاتبا حتى يبقى هذا العمر
في الدرس وطلب الكتابة .

فإذا أوصيتك فإني أوصيك
أن تكثر من قراءة القرآن
ومراجعة " الكشاف "
( تفسير الزمخشري ) .

ثم إدمان النظر في كتاب
من كتب الحديث " كالبخاري "
أو غيره ، ثم قطع النفس في
قراءة آثار " ابن المقفع "
" كليلة ودمنة " " واليتيمة
" والأدب الصغير " ، ثم رسائل "
الجاحظ ، وكتاب " البخلاء " ثم
" نهج البلاغة " ثم إطالة النظر
في كتاب " الصناعتين "
و" المثل السائر " لابن الأثير ،
ثم الاكثار من مراجعة
" أساس البلاغة " للزمخشري .

فإن نالت يدك مع ذلك كتاب
" الأغاني " أو أجزاء منه
و " العقد الفريد " ،
و " تاريخ الطبري " فقد تمت
لك كتب الأسلوب البليغ .

اقرأ القطعة من الكلام مرارا
كثيرة ، ثم تدبرها ، وقلب
تراكيبها ، ثم احذف منها
عبارة أو كلمة ، وضع
ما يسد سدها ولا يقصر عنها ،
واجتهد في ذلك ، فإن
استقام لك الأمر فترق إلى درجة أخرى .

وهي أن تعارض القطعة
نفسها بقطعة تكتبها
في معناها ، وبمثل أسلوبها ،
فإن جاءت قطعتك ضعيفة فخذ
في غيرها ، ثم غيرها ،
حتى تأتي قريبا من الأصل أو مثله .

اجعل لك كل يوم درسا
أو درسين على هذا النحو
فتقرأ أولا في كتاب بليغ
نحو نصف ساعة ، ثم تختار قطعة
منه فتقرأها حتى تقتلها قراءة ،
ثم تأخذ في معارضتها على
الوجه الذي تقدم – تغيير العبارة
أولا ثم معارضة القطعة كلها
ثانيا – واقطع سائر اليوم
في القراءة والمراجعة .

ومتى شعرت بالتعب فدع
القراءة أو العمل ، حتى تستجم
ثم ارجع إلى عملك ولا تهمل
جانب الفكر والتصوير وحسن التخييل .

هذه هي الطريقة ولا أرى
لك خيرا منها ، وإذا رزقت
التوفيق فربما بلغت
مبلغا في سنة واحدة :

وأولا رأيك أن تستفيد وآخر
رأيك أن تجتهد

هذا بيت عرض لي الآن فربما
كان خلاصة الوصية .

... وفي الختام أرجو أن توفق
بما تحاول .

والسلام .

الرافعي

في نيتي أن أضع رسالة
صغيرة في معارضة
" الدرة اليتيمة " لابن المقفع ،
بنفس الأسلوب وعلى الطريقة
الأولى في الكتابة العربية ،
طريقة المتقدمين ، فما رأيك في هذا ؟ .



20 – كيف يفلح الأديب في الكتابة

طنطا في 30 يناير سنة 1918

يا أبا رية :
السلام عليك ، وبعد ،

فإني أرجو أن تكون من نفسك
في عافية ، وأن يكون قد
فتح عليك من الأدب والكتابة
جزاءا بما درست –
إن كنت درست - ، وبما صبرت –
إن كنت صبرت - ، إنه ليس
بين الشيخ أبي رية الذي
نعرفه والشيخ أبي رية الكاتب
المشهور إلا سنتان من عمر
الجد والتعب ، وما أرى أحدا
يفلح في الكتابة والتأليف
إلا إذا حكم على نفسه حكما
نافذا بالأشغال الشاقة الأدبية ،
كما تحكم المحاكم بالأشغال
الشاقة البدنية ، فاحكم
على نفسك بهذه الأشغال
سنتين أو ثلاثا في سجن
" الجاحظ " أو " ابن المقفع "
أو غيرهما ، وهبها كانت
في أبي زعبل أو طرة ... .

أنا لا أزال بين مريض وصحيح ،
وقد كان مرضي إنذارا لي
من طبيعتي فلو تماديت
في العمل لهدمت نفسي
هدما لا يرمم ، ولا بد لي
من ترك دماغي وشأنه
سنة كاملة ، لا يكون همي
فيها إلا الرياضة والهواء ،
حتى يتجدد ما اندثر ويشتد
ما ضعف ، ولعل الله يعقب
بعد عسر يسرا ، فإن قدر لي
أن أكتب في معارضة
" اليتيمة " وأنا شديد الرغبة
في ذلك ، فإن ما يكون هذا
بعد السنة – إن شاء الله - ... .

إن أذني لا تزال مريضة
يا أبا رية ، ولا أكاد أتعزى
بما عزيت به الناس ، فادع الله لي .

والسلام عليكم ورحمة الله .

الداعي مصطفى صادق الرافعي



أرجو أن تحوزَ على رضاكم .

أخوكم : فتى .

دمتم بخير ٍ .









درة الشرق

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات , مسابقات ، فعاليات ، قصص ، مدونات ، نكت , مدونات , تصميم , شيلات , شعر , قصص , حكايات , صور , خواطر , سياحه, , لغات , طبيعة , مفاتيح , ستايلات , صيانه , تهيئة ,قواعد,شيرنج, iptv , سيرفرات, استضافه, مناضر, جوالات ,





uav,k vshgm lk Hv,u hgvshzg A hgH]fdm ,Hk]vih




 توقيع : نجوى الروح













رد مع اقتباس
قديم 04-20-2022, 02:13 PM   #2


الصورة الرمزية خفايا قلب
خفايا قلب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  May 2020
 أخر زيارة : 07-27-2023 (09:18 PM)
 المشاركات : 36,996 [ + ]
 التقييم :  13015
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Tan

الاوسمة

افتراضي رد: عشرون رسالة من أروع الرسائل ِ الأدبية وأندرها



طرح قيم
بارك الله في عطائك
تحياتي


 
 توقيع : خفايا قلب






رد مع اقتباس
إضافة رد

Lower Navigation
العودة   منتديات درة الشرق > .ღ درة انبثـاق الحرف ღ > ❀ المقالات الادبيه الحصريه لـ درة الشرق ❀ > ❀ مقالات أدبية ❀

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما أروع الوفاء خفايا قلب ❀ درة زاويــــة حـره ❀ 10 06-12-2021 10:28 PM
أروع ألوان غرف الجلوس العصرية حروف خرساء ❀ درة الديكور والاثاث ❀ 4 06-10-2021 02:07 PM
واحات أوباري ... لوحات رائعة بالصحراء الليبية ♕ السلطااانه ♕ ❀ درة قسم السياحة ❀ 14 05-27-2021 02:03 AM
الرومانسية الأدبية والهمجية الڤالنتاينية جينار ❀ مقالات أدبية ❀ 9 09-19-2020 01:21 PM


الساعة الآن 02:17 PM

أقسام المنتدى

ღ درة العـــــامه ღ @ ❀ درة الحوار والنقاش ❀ @ ❀ درة زاويــــة حـره ❀ @ ۩۞۩ درة الركن الإسلامي ۩۞۩ @ ❀ الاخبار الدولية والعالمية ❀ @ ❀ درة حللتم أهلا ووطئتم سهلا ❀ @ ❀ درة منقول الخواطر و القصيد من غياب الخاطر ❀ @ ❀ درة عالم القصه والرواية ❀ @ ❀ درة استراحة اعضاء ❀ @ ❀ يوتيـ YouTube ـوب ❀ @ ❀ لآنني رجل ب كاريزمآ ❀ @ ❀ درة الاسره والطفل ❀ @ ❀ درة انامل طاهية ❀ @ ❀ الحاسب وتكنولوجيا العصر ❀ @ ❀ ألعاب الكمبيوتر ❀ @ .ღ أنفاس حياتنا ღ @ الأقسـام الإداريــة @ ♔ الإقتراحات والشكاوي ♔ @ ❀ درة منابع البوح ❀ @ ღ أحسآس يتنفسْ ღ @ ❀ درة اهداءات وتبريكات الاعضاء❀ @ ღ درة المنتديات الفنية ღ @ ❀ درة الديكور والاثاث ❀ @ ❀ درة القسم التعليمي ❀ @ ❀ شروحآت وملحقات فوتوشوب المنقوله ❀ @ ミ☆ミ ◊اجتماعات الإدارة ◊ミ☆ミ @ ❀ درة تطوير الذآت ❀ @ .ღ درة انبثـاق الحرف ღ @ ❀ ماسنجريات وموبايلك ❀ @ ❀ درة القصـائد و الشيـلات الصوتية❀ @ ❀ درة حـــــــواء ❀ @ ❀ درة قسم السياحة ❀ @ ❀ درة الحياة الزوجية ❀ @ ♔ القرارات الإدارية ♔ @ ♔ طلبات الأعضاء وتغيير النكات والرمزيات ♔ @ ❀ كـرسـي آلآعـتـرآف ❀ @ ♔ طآقم الإشراف والرقآبة ♔ @ ۩۞۩ درة الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ @ ۩۞۩ درة الصوتيات والمرئيات الاسلامية ۩۞۩ @ .ღ متنفس شبابي , آناقة , رياضةღ @ ❀ درة صدى الملآعب ❀ @ ❀ درة عآلم السيآرآت ❀ @ ❀ درة عالم القصة والرواية الحصرية ❀ @ قسم الســـوق الإلكتروني Online Shopping @ منتديات التجارة الإلكترونية @ ❀درة قسم التعازي والمواسآة والدعاء للمرضى ❀ @ .ღ عالم التصاميم والفوتوشوب ღ @ .ღ اسلاميات ღ @ ❀ Ask Me ❀ @ ❀ درة مرافئ ساكنه خاصة ❀ @ ❀ عالم الحيوانات والنباتات والبحار ❀ @ ❀ تَصآميـم وإبدَآع ـآت الأعّضآء ❀ @ ۩۞۩{ درة القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ @ ミ☆ミملتقى الخيمة الرمضانيةミ☆ミ @ .ღ درة االترات والحضارةღ @ ❀ الشخصيات التاريخية ❀ @ ❀ التراث والحنين إلى الماضي ❀ @ ❀ الصيد والمقناص والرحلات البرية ❀ @ ミ☆ミاطايب رمضانミ☆ミ @ ❀ درة نبض الخفوق وعذب الكلام حصري ❀ @ ♔ شروحات المنتدى♔ @ مواعظ إسلاميه @ خاص باجتماع المشرفين والرقابة @ الحج والعمرة @ ❀ المقالات الادبيه الحصريه لـ درة الشرق ❀ @ ❀ درة كوفي شوب ❀ @ استراحة الإدارة @ ❀ طهاة ب انامل وحصريات ال درة الشرق ❀ @ ❀ درة العنايه ب البشره والشعر ❀ @ يوتيـ YouTube ـوب الحصريات @ اليوم الوطني @ .ღ درة القسم التعليمي ღ @ ❀ درة القسم الطبي ❀ @ ミ☆ミالمكتب ミ☆ミ @ ❀ درة مهارات الاشغال اليدويه ❀ @ ❀ درة الضحك والفرفشه ❀ @ شرح الاحاديث القدسية و النبوية الشريفة والآيات القرآنية ✿ @ فــــــتـــــــآوى @ ❀ مقالات أدبية ❀ @ ❀ الأشخاص ذوي الإعاقة ❀ @ ❀الفعآليات و المسآبقات ❀ @ ❀ Foreign Language Forum ❀ @ ❀ درة الكتب الثقافية ❀ @ ❀ درة الصور المنوعة ❀ @ ❀ تطوير المواقع والمنتديات ❀ @ ❀ درة تزيين المواضيع ❀ @ ❀ درة الدروس الحصرية والملحقات ❀ @ ❀ الأنمي والرسوم المتحركه ❀ @ ۩۞۩{اهداءات التصاميم وطلبات الاعضاء من تصاميم منوعة وحصرية}۩۞۩ @ ❀ لطلبات التواقيع والصور الرمزيه ❀ @ خلف الكواليس تنسيق المواضيع بكل خصوصية @ ❀ ]درة المدونات المميزة ❀ @ ۩۞۩ الارشيف للمواضيع المكررة والمخالفة ۩& @ مواضيع مخفية @ ❀ درة الصور بعدسة الاعضاء ❀ @ ❀ درة نبض الخفوق وعذب الكلام سبق نشره❀ @ ❀ فعالية الخيمة مسابقات متنوعة ❀ @ ❀تكريم الاعضاء ❀ @ ( مجلة درة الشرق قطاف شهري (2021) ) @ ❀ الطبـــ youtube ــــخ ❀ @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
❀ تنويه ..المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظرصاحبها ولا تمثل رأي إدارة درة الشرق ❀

mamnoa 3.0 by DAHOM